تاريخ فلسطين
size=16]
فلسطين أرض تاريخية عربية، تقع في الطرف الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. وتعتبر فلسطين واحدة من أهم المناطق التاريخية في العالم؛ إذ ظهرت فيها ديانتان: اليهودية والنصرانية، وهي الأرض المقدسة والمكان الذي وقع فيه كثير من الأحداث المذكورة في الكتب المقدسة. وفيها من الأماكن المقدسة الإسلامية المسجد الأقصى؛ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى الرسول الكريم ³ في رحلة الإسراء
وموقع فلسطين الجغرافي بين آسيا وإفريقيا حتَّم عليها منذ القدم الاهتمام بالطرق التجارية ومن أقدمها وأشهرها الطريق المعروف باسم فياماريس (طريق البحر). وهو يبدأ من دمشق ويسير حتى يبلغ المكان المعروف باسم جسر بنات يعقوب فيعبر نهر الأردن ويسير محاذيًا لمرج ابن عامر (سهل)، ويسير محاذيًا للشاطئ مارًا باللد والرملة إلى غزة ومنها إلى العريش. وهناك طريق آخر قديم يخرج أيضًا من دمشق عابرًا الأردن جنوب بحيرة طبرية عبر جسر المجامع محاذيًا بيسان وجنين ويسير إلى نابلس فالقدس فالخليل. وموقع فلسطين بين مصر وجنوب غربي آسيا، جعلها موضع صراع منذ آلاف السنين.
كان سكان البلاد الأصليون من الكنعانيين العرب الذين عاشوا فيها آلاف السنين قبل مجيء اليهود إليها. وهؤلاء العرب هم الذين بنوا القدس. حاول اليهود إضفاء الغموض والتجاهل على الوجود العربي في فلسطين، وذلك بما يملكون من وسائل دعائية قوية، ولكنهم تناسوا الحقيقة المهمة، وهي أنهم إنما طرأوا على فلسطين والقدس بمرورهم العابر في مطلع القرن الثامن عشر قبل الميلاد، أي أنهم قادمون متأخرون على مسرح الأحداث في فلسطين.
وقد ظلت فلسطين منذ الفتح الإسلامي جزءًا من دولة الإسلام خلال فترة الخلفاء الراشدين، ثم الدولة الأموية والدولة العباسية والدولة العثمانية. وما زال المسلمون حتى يومنا هذا يعتبرونها جزءًا من دار الإسلام لابد أن يعود إلى أصله.
بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)، دخلت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وأصدرت بريطانيا وعد بلفور عام 1917م لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين تحت ضغط الحركة الصهيونية العالمية، وقاوم العرب الفلسطينيون مخططات بريطانيا وحلفائها اليهود وقاموا بثورات متعددة أبرزها ثورة 1929م والثورة الكبرى 1936م. وخرجت بريطانيا من فلسطين وقد تركت كميات كبيرة من الأسلحة لليهود مما ممكنهم من احتلال ثلاثة أرباع فلسطين وطرد 700,000 من سكانها الشرعيين إلى الدول العربية المجاورة.
فلسطين في التاريخ القديم
فجر التاريخ والاستقرار العربي. عاشت في فلسطين شعوب كثيرة، مثل: العموريين والكنعانيين وغيرهم من الشعوب القديمة منذ الألف الثالث قبل الميلاد. ولهذا، فقد عرفت أرض فلسطين باسم أرض كنعان. والكنعانيون هم شعب ساميٌّ سكن فلسطين منذ نحو 3,000 عام قبل الميلاد، وأقاموا عددًا من المدن المسورة، وأنشأوا حضارة اقتبسها منهم العبرانيون فيما بعد.
وفيما بين القرنين العشرين والثامن عشر قبل الميلاد، غادر شعب ساميٌّ يدعى العبَرانيين منطقة ما بين النهرين واستقر في أرض كنعان. ورحل بعض العَبرانيين إلى مصر. وفي القرن الثالث عشر قبل الميلاد، قاد موسى عليه السلام اليهود خارجًا من مصر ليعود بهم إلى أرض كنعان. وقد اتبع اليهود دينًا يدعو إلى عبادة إله واحد، على حين أن الشعوب الكنعانية الأخرى كانت تعبد عدة آلهة. ظل العبرانيون لمدة 200 سنة، يصارعون الشعوب الكنعانية الأخرى والمناطق المجاورة. وكان يسيطر على الساحل الجنوبي الغربي من أرض كنعان أحد الشعوب القوية المعادية لليهود وهم الفلسطينيون الذين سميت منطقة فلسطين باسمهم.
الغزوات. في القرن الثامن قبل الميلاد، قام الآشوريون، وهم شعب عاش فيما يسمى الآن بالعراق، ببسط حكمهم غربًا إلى البحر الأبيض المتوسط، وغزوا فلسطين سنة 722 أو 721ق.م. وبعد مائة سنة، أخذ البابليون يسيطرون على الإمبراطورية الآشورية وغزوا يهودا (جنوب فلسطين) سنة 586ق.م، ودمروا هيكل سليمان في القدس، واسترقَّوا كثيرًا من اليهود، وأجبروهم على العيش في المنفى في بابل. وبعد خمسين سنة، غزا الملك الفارسي قورش الكبير بابل، وسمح لليهود بالعودة من المنفى وبناء المعبد والاستقرار في فلسطين من جديد. وحكم الفرس معظم الشرق العربي بما في ذلك فلسطين من سنة 530 حتى 331ق.م، ثم قام الملك الإسكندر الأكبر بغزو الإمبراطورية الفارسية، ودحر داريوس الثالث ملك الفرس في موقعة إمسوس في خريف عام 333ق.م. وبعد وفاة الإسكندر سنة 323ق.م، تقاسم قادته الكبار الإمبراطورية. فأسس سلوقس أحد القادة، الأسرة السلوقية الحاكمة التي سيطرت على فلسطين حتى عام 200ق.م. وقد حال الحكام الجدد بين اليهود وممارسة دينهم، فثار اليهود سنة 167ق.م بقيادة يهوذا المكابي وطردوا السلوقيين من فلسطين. وأنشأوا مملكة موحدة جديدة عرفت باسم يهودا، وبقيت زعامة المكابيين على اليهود حتى بسط الرومان سلطانهم على فلسطين في عام 63ق.م.
الحكم الروماني. في سنة 63ق.م، قامت الكتائب الرومانية بغزو يهودا التي أصبحت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية. وُلِدَ عيسى عليه السلام في بيت لحم خلال السنوات الأولى من الحكم الروماني، وأخمد الرومان ثورات اليهود، الثورة الأولى (66 حتى 70م) والثورة الثانية (من 132-135م)، وطردوهم من القدس، وأطلقوا على المنطقة اسم فلسطين. لكن بقيت جماعة منهم في الجليل في أقصى شمالي فلسطين، واستمر الحكم الروماني لفلسطين حتى سنة 300م، ثم حكمها البيزنطيون (الإمبراطورية البيزنطية)، حيث انتشرت النصرانية في جميع أنحاء فلسطين.
الفتح العربي الإسلامي
خلال القرن السابع الميلادي، انطلقت الجيوش العربية الإسلامية من الجزيرة العربية لفتح معظم بلاد الشرق الأوسط بما في ذلك فلسطين. ومع ظهور الإسلام الذي انتشر وعمّ المنطقة كلها، حيث عُومل اليهود والنصارى على أنهم أهل كتاب فتركت لهم حرية العقيدة والثقافة. ومع ذلك، فقد دخل أكثر السكان المحليين في الإسلام تدريجيًا، كما قبلوا الثقافة العربية الإسلامية التي رعاها حكامهم[/size]
__________________
size=16]
فلسطين أرض تاريخية عربية، تقع في الطرف الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. وتعتبر فلسطين واحدة من أهم المناطق التاريخية في العالم؛ إذ ظهرت فيها ديانتان: اليهودية والنصرانية، وهي الأرض المقدسة والمكان الذي وقع فيه كثير من الأحداث المذكورة في الكتب المقدسة. وفيها من الأماكن المقدسة الإسلامية المسجد الأقصى؛ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى الرسول الكريم ³ في رحلة الإسراء
وموقع فلسطين الجغرافي بين آسيا وإفريقيا حتَّم عليها منذ القدم الاهتمام بالطرق التجارية ومن أقدمها وأشهرها الطريق المعروف باسم فياماريس (طريق البحر). وهو يبدأ من دمشق ويسير حتى يبلغ المكان المعروف باسم جسر بنات يعقوب فيعبر نهر الأردن ويسير محاذيًا لمرج ابن عامر (سهل)، ويسير محاذيًا للشاطئ مارًا باللد والرملة إلى غزة ومنها إلى العريش. وهناك طريق آخر قديم يخرج أيضًا من دمشق عابرًا الأردن جنوب بحيرة طبرية عبر جسر المجامع محاذيًا بيسان وجنين ويسير إلى نابلس فالقدس فالخليل. وموقع فلسطين بين مصر وجنوب غربي آسيا، جعلها موضع صراع منذ آلاف السنين.
كان سكان البلاد الأصليون من الكنعانيين العرب الذين عاشوا فيها آلاف السنين قبل مجيء اليهود إليها. وهؤلاء العرب هم الذين بنوا القدس. حاول اليهود إضفاء الغموض والتجاهل على الوجود العربي في فلسطين، وذلك بما يملكون من وسائل دعائية قوية، ولكنهم تناسوا الحقيقة المهمة، وهي أنهم إنما طرأوا على فلسطين والقدس بمرورهم العابر في مطلع القرن الثامن عشر قبل الميلاد، أي أنهم قادمون متأخرون على مسرح الأحداث في فلسطين.
وقد ظلت فلسطين منذ الفتح الإسلامي جزءًا من دولة الإسلام خلال فترة الخلفاء الراشدين، ثم الدولة الأموية والدولة العباسية والدولة العثمانية. وما زال المسلمون حتى يومنا هذا يعتبرونها جزءًا من دار الإسلام لابد أن يعود إلى أصله.
بعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)، دخلت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وأصدرت بريطانيا وعد بلفور عام 1917م لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين تحت ضغط الحركة الصهيونية العالمية، وقاوم العرب الفلسطينيون مخططات بريطانيا وحلفائها اليهود وقاموا بثورات متعددة أبرزها ثورة 1929م والثورة الكبرى 1936م. وخرجت بريطانيا من فلسطين وقد تركت كميات كبيرة من الأسلحة لليهود مما ممكنهم من احتلال ثلاثة أرباع فلسطين وطرد 700,000 من سكانها الشرعيين إلى الدول العربية المجاورة.
فلسطين في التاريخ القديم
فجر التاريخ والاستقرار العربي. عاشت في فلسطين شعوب كثيرة، مثل: العموريين والكنعانيين وغيرهم من الشعوب القديمة منذ الألف الثالث قبل الميلاد. ولهذا، فقد عرفت أرض فلسطين باسم أرض كنعان. والكنعانيون هم شعب ساميٌّ سكن فلسطين منذ نحو 3,000 عام قبل الميلاد، وأقاموا عددًا من المدن المسورة، وأنشأوا حضارة اقتبسها منهم العبرانيون فيما بعد.
وفيما بين القرنين العشرين والثامن عشر قبل الميلاد، غادر شعب ساميٌّ يدعى العبَرانيين منطقة ما بين النهرين واستقر في أرض كنعان. ورحل بعض العَبرانيين إلى مصر. وفي القرن الثالث عشر قبل الميلاد، قاد موسى عليه السلام اليهود خارجًا من مصر ليعود بهم إلى أرض كنعان. وقد اتبع اليهود دينًا يدعو إلى عبادة إله واحد، على حين أن الشعوب الكنعانية الأخرى كانت تعبد عدة آلهة. ظل العبرانيون لمدة 200 سنة، يصارعون الشعوب الكنعانية الأخرى والمناطق المجاورة. وكان يسيطر على الساحل الجنوبي الغربي من أرض كنعان أحد الشعوب القوية المعادية لليهود وهم الفلسطينيون الذين سميت منطقة فلسطين باسمهم.
الغزوات. في القرن الثامن قبل الميلاد، قام الآشوريون، وهم شعب عاش فيما يسمى الآن بالعراق، ببسط حكمهم غربًا إلى البحر الأبيض المتوسط، وغزوا فلسطين سنة 722 أو 721ق.م. وبعد مائة سنة، أخذ البابليون يسيطرون على الإمبراطورية الآشورية وغزوا يهودا (جنوب فلسطين) سنة 586ق.م، ودمروا هيكل سليمان في القدس، واسترقَّوا كثيرًا من اليهود، وأجبروهم على العيش في المنفى في بابل. وبعد خمسين سنة، غزا الملك الفارسي قورش الكبير بابل، وسمح لليهود بالعودة من المنفى وبناء المعبد والاستقرار في فلسطين من جديد. وحكم الفرس معظم الشرق العربي بما في ذلك فلسطين من سنة 530 حتى 331ق.م، ثم قام الملك الإسكندر الأكبر بغزو الإمبراطورية الفارسية، ودحر داريوس الثالث ملك الفرس في موقعة إمسوس في خريف عام 333ق.م. وبعد وفاة الإسكندر سنة 323ق.م، تقاسم قادته الكبار الإمبراطورية. فأسس سلوقس أحد القادة، الأسرة السلوقية الحاكمة التي سيطرت على فلسطين حتى عام 200ق.م. وقد حال الحكام الجدد بين اليهود وممارسة دينهم، فثار اليهود سنة 167ق.م بقيادة يهوذا المكابي وطردوا السلوقيين من فلسطين. وأنشأوا مملكة موحدة جديدة عرفت باسم يهودا، وبقيت زعامة المكابيين على اليهود حتى بسط الرومان سلطانهم على فلسطين في عام 63ق.م.
الحكم الروماني. في سنة 63ق.م، قامت الكتائب الرومانية بغزو يهودا التي أصبحت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية. وُلِدَ عيسى عليه السلام في بيت لحم خلال السنوات الأولى من الحكم الروماني، وأخمد الرومان ثورات اليهود، الثورة الأولى (66 حتى 70م) والثورة الثانية (من 132-135م)، وطردوهم من القدس، وأطلقوا على المنطقة اسم فلسطين. لكن بقيت جماعة منهم في الجليل في أقصى شمالي فلسطين، واستمر الحكم الروماني لفلسطين حتى سنة 300م، ثم حكمها البيزنطيون (الإمبراطورية البيزنطية)، حيث انتشرت النصرانية في جميع أنحاء فلسطين.
الفتح العربي الإسلامي
خلال القرن السابع الميلادي، انطلقت الجيوش العربية الإسلامية من الجزيرة العربية لفتح معظم بلاد الشرق الأوسط بما في ذلك فلسطين. ومع ظهور الإسلام الذي انتشر وعمّ المنطقة كلها، حيث عُومل اليهود والنصارى على أنهم أهل كتاب فتركت لهم حرية العقيدة والثقافة. ومع ذلك، فقد دخل أكثر السكان المحليين في الإسلام تدريجيًا، كما قبلوا الثقافة العربية الإسلامية التي رعاها حكامهم[/size]
__________________